الخميس، 23 يونيو 2011

ديوان المير

لما كنت ميرا لبلدية أولادجلال أردت كسر الروتين بإحياء أمسيات شعرية لعلها تدفع بالفعل الثقافي الراكد مذ سنوات طويلة
في بلدية كانت صناعتها الفعل الثقافي
ففيها ولد وتربى ونشأ مؤسس المسرح الجزائري الشيخ بن العابد الجلالي كما يصنف في العالم العربي
ومنها الشيخ نعيم النعيمي عضو جمعية العلماء المسلمين
ومن واحاتها الصغيرة صدح بصوته الجهوري البار عمر رائد الأغنية الصحراوية
وفي حاراتها مازال بيننا الموسيقار الكبير عبد الحميد شبيرة
الذي قاد ذات 1978 فرقة الأمل للمهرجان الوطني للأغنية الفلكلورية والتي نالت فيها الجائزة الوطنية الاولى
هذا دون ذكر كتاتيبها ومساجدها التي حافظت ومازالت تحافظ على الفعل الثقافي الحقيقي الممزوج بين الحضارة والاصالة
لم يكن الفعل الثقافي غائبا المرة لكنه كان متعثرا محصورا في سهرات خاصة لفرقة الإخوان التي توارثت المديح أبا عن جد
في حين بقي البلبل الصغير لزهر الجلالي وحده صادحا يغني ويمتعنا بخرجاته التي لم تتوقف
قلت في ذالك التوقيت المصاب بملل التراكمات اليومية التي لاتنتهي
اتصلت بالشاعر لزهر عجيري المعروف بالفيروزي وهو الذي ربطتني به علاقات سابقة مجالها الساحة الثقافية عندما كان يتعاطى شعرا وأتعاطى نقدا
كان الوقت رمضان والمكان قاعة البلدية وعنوان السهرة (ديوان المير)وهو ديوانه الأول الذي طبعه حديثا أنذاك وأثار سخط الأميار اللا من رحم ربك ؟؟؟
وعنه قال الفيروزي في إحدى حواراته
ديوان-المير- لم يكن وليد الصدفة أو الاعتباطية ولكنه خرج إلى النور بعد دراسة تحليلية لواقع مرير نعيشه بسبب ما آلت إليه تسيير مجالسنا البلدية عبر ربوع الوطن من سوء تسير وظلم وقهر ورشوة وتبذير للأموال، وقد اخترت المير كعينة واضحة لا يختلف فيها اثنان ، حيث حاولت من خلال الديوان في لافتاته الثمانية والعشرين أن نجسد بعض المواقف في قالب ساخر ، وأنا أرى أن هذا الوضع المقلوب لهاته المجالس التي من المفروض أن تكون قريبة من المواطن وفي خدمته ، يجب فضحه بأشياء أيضا مقلوبة ، لذلك جاءت هذه القصائد التهكمية الساخرة وربما بألفاظ غريبة وهذا ما حذا بي أن أكون حريصا على ممارسة لغة المجتمع في التهكم على هؤلاء الأشخاص الذين ربما وصلوا إلى سدة المسؤولية بضربة حظ فقط لا أقل من ذلك .  
وصل الشاعر الى قاعة الحفل أين كان في انتظاره جمهور كبير لم يألف هذا الفعل منذ سنوات طوال
ربما كان أخرها عكاضية الشعر الملحون التي نظمتها بلدية أولادجلال عام 1985
وغنى فيها البار عمر أغنيته المشهورة حيزية التي استوطنت المنطقة جسدا في منطقة شعوة جنوب مدينة اولادجلال مع عرشها الذواودة قبل أن تكون قصيدة نسجها بن قيطون من سيدي خالد المجاورة واغنية أول من غناها البار عمر . قبل خليفي أحمد وعبابسة عبد الحميد ورابح درياسة والقائمة لاتنتهي ؟؟؟
الشاعر والصديق الفيروزي كان متناغما مع الحضور واعترف أنه ولأول مرة سيقرأ بعض القصائد الجارحة عن المير من ديوانه و بحضور المير وفي ديوان المير الفعلي
شكرته وكنت منشطا لتلك السهرة برغم انتقادات البعض كوني الرجل الأول في البلدية كما يقولون على الأوراق ؟؟؟
ومكاني المفروض الأريكة المريحة بجانب من حضر من سلطات وليس منصة الشاعر
لكن الفعل الثقافي الذي يسكنني كان أقوى من جبة المير المؤقتة فحافظت على الدائم وتركت المؤقت حتى أجد مكانا بين الجمهور يوما ما ؟؟؟
كان التجاوب رائعا والتصفيق أروع وكأن بينهم وبين المير حسابات جاء من ينهيها شعرا
كنت ميرا أصفق معه على لعن وسب كل مير
وكنت مع الشاعر في كل قصائده قبل الإمارة وفيها وبعدها
وللحديث بفية في محطات أخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق