الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

رسالة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لقمة اسطنبول الاسلامية

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو المجتمعين في القمة الإسلامية باسطنبول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
    يهديكم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسمى عبارات التقدير والاحترام، ويتمنى أن تكونوا في خير وعافية ومزيد من التوفيق والسداد، ويدعو الله تعالى تضرعاً أن يوفقكم، ويسدد على طريق الحق خطاكم ويهديكم سبيل الرشاد.
          فإن جميع المشاريع السلمية لم تزد المحتلين للقدس إلا طغياناً وإصراراً على تهويدها، وبناء المزيد من المستعمرات....
فإن العلماء يطالبونكم بوضع خطة عملية للوحدة والتحرير وتسخير إمكانيات الأمة لتحقيقه.
فليكن شعار قمتكم وشعار الأمة: (الاتحاد، والتحرير)، اللذين هما أهم واجبات الوقت.
ويناشدكم الله تعالى أن تضعوا العلاج لحل المشاكل التي حلت بسوريا، واليمن وليبيا والروهينجا حلولاً متوافقة مع تضحيات هذه الشعوب المسلمة.
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مآسي أمتنا الإسلامية، وقضاياها الكبرى ببالغ الحزن والأسى لما آلت إليه من الضعف والهوان بسبب الفرقة التي أنهكت جسم الأمة والنزاعات التي نخرت فيه فأضعفته، وهذا هو أصل المرض الذي تعاني منه الأمة العربية الإسلامية، ألا وهو التفرق الملازم للفشل والوهن، كما وصف الله تعالى ذلك فقال: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)"الأنفال 46"، وكما وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: ((يوشك الأمم أن تَداعى عليكم، كما تَداعى الأكلةُ إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)).
إن تفرق الأمة الإسلامية إلى قرابة ستين دولة مع وجود العديد من الخلافات والتنافس السلبي بل والتقاتل بينها جعل بأسها بينها شديداً، وهذا من أسوأ ما تعاني منه أمتنا.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
إن مؤتمركم ينعقد في ظل ظروف صعبة، ونحن ومعنا كل المخلصين من أمتنا نتضرع إلى الله تعالى أن يوفقكم في مؤتمركم هذا، بأن يكون فاتحة الخير والفتح والظفر وذلك بوضع خطة إستراتيجية للخروج من هذه الأزمات، وأن تتوجه قوى الجميع لإنقاذ القدس وتحرير فلسطين، بدلاً من تدمير الأمة من داخلها، فإن جيوش العرب والمسلمين تأسست أصلاً لمواجهة الأعداء الحقيقيين لا لقمع وتدمير الشعوب كما حصل في عدد من البلاد العربية في السنوات الخمس الأخيرة.
إن القدس وفلسطين موطن الأنبياء أمانة في أعناقكم، ولن تستطيع أمتنا إنقاذ القدس وتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المغتصبة دون أن تجتمع كلمتهم، وتقوى دولهم، ويرضى عنهم ربهم.
 إن سبعين سنة من احتلال فلسطين، ونصف قرن من ضياع القدس، وربع قرن من مفاوضات فاشلة لتحقيق السلام مع دولة الاحتلال، تدل بشكل واضح على فشل أساليب التعاطي العربية مع قضية فلسطين.
إننا نطالب قادة العالم الإسلامي بأن يهيئوا شعوبهم لاستعادة المقدسات وتحرير الأراضي السليبة، ودعم المقاومة الشريفة المشروعة ضد الاحتلال والمرابطين العظام في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، بدلاً من دعم العدو وحلفائه وتبذير المليارات وإضاعة مقدرات بلادهم على توافه الأمور. ولا بد من مقاطعة إدارة ترمب المأزوم والمبتز، فيما يتعلق بموضوع مباحثات السلام كونها خالفت القرارات الدولية وتنكرت لها وقفزت إلى فرض الأمر الواقع.
وختاماً فإن علماء الأمة الإسلامية يضعون أرواحهم فداءً للمسجد الأقصى، وإمكانياتهم في خدمة المشروع وإيماناً منهم بضرورة التعاون البناء بين القادة المخلصين مع العلماء الربانيين - كما فعله أجدادكم رحمهم الله -، ويعلقون عليكم الآمال بعد الله تعالى في رسم خارطة طريق تاريخية تنقل بعون الله الأمة الإسلامية من حال الضعف إلى حال القوة، ومن حالة التفرق إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً، ومن حالة ظلم الشعوب والملك الجبري إلى العدل والحكم الرشيد، ومن حالة التخلف إلى التقدم في كافة المجالات.
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) "سورة المائدة الآية 2"
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) "سورة الحج الآية 40"
         والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 أ.د. علي محيي الدين القره داغي                                    أ.د. يوسف القرضاوي      
               الأمين العام                                                       الرئيس

الأحد، 10 ديسمبر 2017

فاتح ربيعي بين الواقعية والإجحاف. عن التزوير اتكلم ؟؟؟

فاتح ربيعي بين الواقعية والإجحاف.
عن التزوير اتكلم ؟؟؟
يقول  فاتح الربيعي في حواره مع جريدة الحوار أن الإسلاميين علقوا فشلهم على مشجب التزوير وكأنه يلومهم لأنهم يشجبون التزوير ثم يعودون للمشاركة لتزكية النظام وفعله المستمر منذ 1997.
لكن ما خفي على الأستاذ الربيعي فاتح أن عام 1997 ورغم ولادة الأرندي آنذاك وقلب الطاولة على رأس الأشهاد فإن النتيجة لم تكن بهذا الفارق الكبير سنوات 2012/2017.
فنتيجة 1997 التي أعطت للأرندي 86 مقعد أعطت  لحركة لمجتمع السلم 69 مقعد وحركة النهضة 34 مقعد في حين تحصلت الجبهة المغدور بها آنذاك على 62 مقعد وهي أرقام غير متباعدة وتضع أبناء التيار في المرتبة الأولى بجمع نتيجة النهضة وحماس  رغم التزوير الفاضح الذي أقر به مولود شرفي رحمه الله كما أقر به بشير فريك والي وهران السابق في حواره مع محمد يعقوبي في الحلقة المفقودة.
السؤال الذي يطرح على الربيعي و فادة التيار  لماذا لم يتحرك هؤلاء اتجاه العدالة وهو الذي كان أمينا عاما لحركة النهضة وهو يعرف أن التزوير لن يسقط بالتقادم خاصة وأنهم يملكون المحاضر النهائية في عدة بلديات وولايات قبل تغييرها بالقوة .تلك المتابعة لو تمت ضد المزورين لكانت رصيدا إضافيا لهم أمام الشعب الذي يؤمن بالواقف عن حقه.
الربيعي فاتح لم يشخص أدوات التزوير التي تطورت فبعد أن كان التزوير العلني والفاضح في 1997 بقلب الطاولة أصبح أسلوبا آخر يعتمد على تضخيم القائمة الوطنية التي قاربت 60 بالمئة من تعداد السكان وهو أمر سهل كشفه بالعودة للإحصاء السكاني الذي يؤكد أن غالبية السكان شباب أقل من 18سنة وليس أكثر والأرقام موجودة وهي سهلة المنال من الديوان الوطني للإحصاء .
لماذا لايفرض الربيعي وأمثاله الإنتخاب عن طريق البطاقة البيومترية أو الإنتخاب الإلكتروني والذي يبعد كل شبهة عن التزوير 
لماذا لايلجأالضحايا من هاته العملية إلى العدالة ويكتفون بالطعون أمام المجلس الدستوري واللجنة المستقلة   وهم يعرفون مسبقا أنها لاتغني ولاتسمن من جوع ولاتغير من النتائج إلا فواصلها بعد المئة .
الربيعي فاتح يعرف وقادة التيار يعرفون أن التزوير أخذ منحى آخر عندما دخل المال الفاسد في اللعبة السياسية ابتداءا من 2012 وأصبح المال عملة أخرى في التزوير وتغيير رأي الناخب وهو مايمنعه القانون بل وبعاقب عليه.
التيار الإسلامي الذي أفزع الجميع في تجربتي جوان 1990 وديسمبر 1991 مزال رقما صعبا رغم كل الإنتكاسات والدليل أن التجارب الحديثة بعد الربيع العربي أعطته الريادة في كل الدول العربية  ,لكن الإنتكاسة التي أصابتها خاصة بعد الإنقلاب الدموي في مصر جعل الجميع يتريث ويعيد حسباته مدام المصيرهو نفس المصير الذي لحق بجبهة الإنقاذ عام 1997( الحل والإتهام بالإرهاب)
نعم الجميع يدرك أن نتائج التيار في تقهقر مستمر نتيجة التناحر الداخلي الذي هز أغلب الأحزاب المنتمية له 
في 2002 استطاعت حركة الاصلاح الوطني بقيادة الشيخ جاب الله أن تعيد بعض الثقة وبعض البريق لتيار توالت عليه الضربات والحصار فعندما تحصل الأرندي على 48 مقعد كانت بجانبه حركة الاصلاح 43 مقعد وحركة مجتمع السلم ب 38 مقعد في حين سجلت جبهة التحرير الوطني أول ابتعاد كبير عن باقي الأحزاب ب199 مقعد .
استحقاق 2007 كان شاهدا لبداية التقهقر الكبير بعد تصدع حركة الإصلاح الوطني وانشقاق الحركة التقويمية على الشيخ جاب الله ولم تتمكن من الصمود في ذلك العام إلا حمس ب 51 مقعد .
وجاءت استحقاقت 2012 لتعلن بداية الانهيار فمع ارتفاع عدد مقاعد البرلمان إلى 468 مقعد بدل 389 ودخول المرأة كشريك إجباري بنص الدستور المعدل وجد التيار نفسه بعيدا عن التمثيل الحقيقي فتكتل الجزائر الخضراء ( حمس-النهضة-الاصلاح) لم يحصد إلا 48 مقعد قبل أن ينشق عليه عمار غول بإنشاء تجمع الجزائر وانهاء أول تجربة لتكتل إسلامي لم تكن ناجحة بقدر الأحزاب التي احتوتها .في حين حصدت الجبهة والأرندي الأغلبية بأكثر من 270 مقعد لكن بأصوات قليلة ليكون الحزب الغالب هو حزب المقاطعة والكارثة الكبرى أن الأوراق الملغاة كانت أكبر من الأوراق المصوت بها لجبهة التحرير.
فالجبهة التي تحصلت على 208 مقعد لم تتحصل في المقابل إلا على مليون و600 الف صوت من قائمة وطنية كان تعدادها أكثر من 23مليون ناخب .
المقاطعون أكيد يحملون أفكارا مناقضة ومناهضة لكل ماهو موجود في الساحة السياسية لكن الذين عبروا برأييهم بورقة بيضاء أوخلافها هم أناس يؤمنون بالتغبير عن طريق الصندوق لكن أي صندوق وأي أحزاب و أي تجربة ديمقراطية.؟؟
جاءت التجربة 2017 مابين تشريعيات ومحليات لتثبت أن التيار الإسلامي منحدرا في عملية غير نزيهة بكل الوسائل المتاحة لأحزاب النظام والتي تتوسع رقعتها ليضاف إليها حزب جديد يسمى جبهة المستقبل ليدعم قائمة المعروفين سابقا من جماعة عمار غول وعمارة بن يونس ومن سار في دربهم فكلهم يصبون في خانة الموالاة وكلهم ويدعمون نوجه النظام العام لتكون تجربة الإتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء تجربة فاشلة بكل المقاييس بعد أن تحصلت عن 16 مقعد فقط في تشريعيات ماي وعلى ثمانية بلديات في محليات نوفمبر وتقف عاجزة عن تجاوز نسبة7 بالمئة بكل الولات 48 وهي أمام خيارين لاثالث لهما في إعتقادي إما الاندماج تحت راية حزب واحد في مؤتمر تأسيسي وإما حل الاتحاد وعودة كل حزب لمواقعه ومناضليه وأنصاره كثر عددهم أو قل ووضع استراتيجية تتماشلى مع تطلعات الشباب العازف عن الانخراط في العمل السياسي. ودعم العمل السياسي بعمل جمعوي وطني ومحلي يكون رافدا لتلك الاحزاب لتجديد طواقمها وقادتها بطاقات شابة تثبت جدارتها في العمل الجمعوي الاكثر قربا من المواطن ؟؟؟