كنت خمينيا ؟؟؟؟

كنت خمينيا

كنا شبابا في المرحلة الثانوية عندما إنتصرت الثورة الاسلامية في ايران بقيادة أية الله الخميني

كنا نلتقي في دار الشباب بديار الجماعة لنتابع ذالك الشريط التاريخي الذي يروي قصة زعيم الامة وعودته ؟؟؟

أتذكر كذالك أننا كنا نتابع أشرطة ايرانية تدعوا للثورة ضد الملوك خاصة ملك المغرب الذي يعتبرونه الصديق الوفي لشاه ايران ؟؟؟

كانت الأحياء الشعبية من باش جراح وحي البدر والجبل حتى ديار الجماعة مرورا بالقلاسيار أين يوجد مسجد النصر تعج بالروح الثورية

حتى أننا أطلقنا على حي القلاسيار منطقة قم المقدسة لأن الجلباب ولم يكن معروفا وقتها وهو يشبه الشادور الايراني أصبح سمة تلك الاحياء البسيطة .

كانت صورة الخميني تزين صدري باستمرار ولامعارض لي ولامنتقد بل كسبت بذالك ود بعض اساتذتي خاصة استاذ الرياضيات الذي قالوا لي فيما بعد أنه تشيع

اندلعت الحرب العراقية الايرانية فكنا مع ايران تصلنا جرائدهم وكتبهم وكل يوم نزداد كرها لصدام وحزب البعث الذي كنا نراه عدوا في طريق الثورة الاسلامية العالمية التي تبناها الخميني ؟؟؟

اصبحت استاذا في الفيزياء ورحلت لبسكرة ولم يرحل تفكيري الثوري الايراني فكنت من اشد المدافعين عن الخميني والخمينية وكنت أزور السفارة باستمرار لجلب الكتب السياسية والفقهية وكنت الاقي الترحيب كل الترحيب

مات الخميني فصلينا عليه صلاة الغائب

وتابعنا بشغف كبير شريط جنازته الكبيرة بعنوان رحيل الشمس ؟؟؟؟

كنت محافظا سياسيا في الجيش وأنا في الخدمة الوطنية فشنيت هجوما كاسحا من على منبر مسجد الفيلق انذاك في صلاة العيد بعد وفاة اربعمائة ايراني في البقاع المقدسة ووصفت السعودية والسعوديين بأوصاف لاتليق بمقام العيد والمسجد ولم يتذمر من خطابي الضباط الصغار الذي كانوا معنا بما فيهم قيادة الفيلق ربما لان الجميع يحب ايران مثلي ؟؟؟

حرب الخليج الاولى تندلع وانا مناصرا لايران فاكتب مقالا كبيرا في جريدة النصر حول دور ايران المرتقب خاصة بعد رسالة الشهيد صدام حسين لرفسنجاني يعتذر فيها للشعب الايراني ويقول أن العرب ويقصد الخليج هم من أوقعوا بيننا ؟؟؟

كنا أغبياء عندما انتظرنا الفتح من الجهة الشرقية خاصة أن الخميني وصف توقيف القتال مع العراق كمن يتجرع السم ؟؟؟

أردت الرحيل لايران والى قم المقدسة مدرسا للغة العربية لأن الدستور الايراني يفرض تدريسها ابتداءا من السنة الاولى متوسط كونها لغة القرآن

استقبلني القائم بالأعمال الايراني بعد غلق السفارة الايرانية نتيجة تدهور العلاقة مع المجلس الاعلى للدولة بعد تصريحات الخامينائي ؟؟؟

كنت مغامرا جدا وحبي لايران لم يفلح في منعي من الاتصال حتى وان كانت السفارة مغلقة الأبواب

شجعني الملحق الثقافي للذهاب بعد أن طلب مني كتابة رسالة مفصلة لوزير التربية طالبا مني ذكر تفاصيل الأسباب الحقيقية كونه أعجب بكلامي وعرف أني مطلع بشكل واسع عن تفاصيل الثورة من بدايتها واعجب ايما اعجاب بما ذكرت له من تفاصيل بدايات الثورة والتفاعل الشعبي معها ووعدني بترجمتها للفارسية

منعني من الذهاب هناك ترحيل كل أعضاء السفارة بعد احداث المطار عندما أشارت الاصابع لتورط ايران في العملية

بقي الحب والود رغم تعلق قلوبنا بالعراق المحاصر

كنت ضد كل رأي يتهم ايران في تشديد الحصار على العراق

كانوا اصدقائي يسمونني الخميني ولم اتوقف عند هذا بل طلبت من أختي ان تسمي ابنها الخميني وفعلت رحمها الله ارضاءا لي كوني أخاها الاكبر

رفضت البلدية الاسم ولايعرف ابن أختي الشاب الا باسم الخميني ولا لأحد من العائلة يناديه باسمه الحقيقي رضوان

تسارعت الاحداث وسمعت مرار من الشهيد صدام حسين أن العدو الحقيقي من الجهة الشرقية ؟؟؟

تعاطفي مع العراق مثلي مثل كل الجزائريين لم يسمح لي بالطعن في ذالك الحب الابدي وصورة الامام الخميني تزين صالة البيت بعد ما انجزت لها إطارا خاصا من الخشب الأحمر وبيدي كوني كنت عاشقا لحرفة النجارة .

توالت السنوات وأنا اقف سدا منيعا في وجه اصدقائي الذين يتهمون الشيعة بالتطاول الكبير على صحابة رسول الله

كنت أرد عليهم بشهادة الامام محمد الغزالي رحمه الله في الخميني وحديث الرسول الأعظم أن الدين يحييه أبناء هذا مشيرا لسلمان الفارسي رضي الله عنه .

كما قال الغزالي رحمه الله أن الزيدية وهم شيعة اليمن  أقرب المذاهب لنا نحن أهل السنة وكان رحمه الله يهون من خلافنا معهم في ولاية الفقيه وعصمة الامام درءا للفتنة ومحاولة منه لتقريب المذاهب ولاقى مالاقى من السلفية التي تكفر الشيعة برمتها

جاءت حرب جوان 2006 فكدنا أن نجعل من نصر الله اماما للمسلمين

ولم يعجبنا موقف مشايخ السعودية الذين يعرفون حقيقة التقية عند الشيعة

واليوم وقبل سنتين من ثورة سوريا المباركة ضد الطاغية بشار تساقطت كل أوراق التوت عن عورات أبناء المتعة

ولنعرف هاته الحقيقة عبر فضائيات تنفث سموما قاتلة نتعذب كلما سمعناها ونحن نرجم في عمق عقيدتنا السمحاء

وأقول كما قال الإمام الفاضل الدكتور يوسف القرضاوي

لقد خدعنا نعم لقد خدعنا ونحن ندافع على الباطل ونناصب العراق البطل العداء لسنوات طويلة ظلما وعدوانا

واليوم أقولها كنت خمينيا وكفرت بالخمينية والشيعة وايران وحزب اللات نصر الشيطان

واللعنة كل اللعنة على الظالمين

الحمد لله أني لم أتشيع مذهبيا وقد كنت قاب قوسين أوأدنى من ذالك

والحمد لله أني على مذهب أهل السنة والجماعة ومالكي مثل والدي ووالدتي

الحمد لله رب العالمين