الأربعاء، 24 يناير 2018

من أسلو الى صفعة القرن ؟؟

يعلن ترمب القدس عاصمة أبدية لاسرائيل ويطرح الاعلان في الجمعية العامة لترفضه 128 دولة وينتفض الشارع العربي والاسلامي وحتى العالم الحر  وقبل كل هؤلاء انتفض الفلسطينيون في اراضي 48 واراضي 67 وفي القطاع يتوافد الشباب على الشهادة كما يتوافد الكثير من اقرانهم على حفلات اعياد الميلاد ويزفون يوما بعد يوم الى المقابر او الى السجون او الى المستشفيات غير ابهين بقوة الاحتلال وعنجهيته وجبروته وغطرسته 
وراء كل هاته المشاهد يقف حكام عملاء وخونة باعوا القدس بلاثمن ولامقابل فقط ارضاءا لمن وضعهم فوق رؤوسنا بقوة السلاح وقوة التآمر وقوة الولاء للعدو الأبدي 
تأتي التسريبات لتكشف مدى الزيف والكذب والخداع الذي يعيشه العالم العربي من خلال من نصبوا انفسهم حكاما وأولياء أمور وزكاهم علماء البلاط بل وحرموا منافستهم على عروشهم ومن نافسهم فقد اعلن الخروج عن الله ورسوله حتى ولو كانت المنافسة عبر صناديق الانتخاب 
تأتي التسريبات في القنوات التلفزيونية وفي كبريات الصحف العالمية لتكشف أن القدس اصبحت أمرا ثانويا لبعض من تحكموا في  رقابنا بقوة السلاح بل واصبحت لاشيئ بالنسبة لهم فالقدس او رام الله او ابوديس او اي قرية من القرى او اي مدينة من المدن يمكنها ان تكون عاصمة للفلسطينيين الذين هم بحاجة للعيش الكريم بدل العيش في عاصمة لاتسمنهم  ولا تغنيهم من جوع 
هكذا اراد النظام  المصري في  أم الدنيا ان يروج لتفاهاته من خلال اعلام معتوه لايملك من صفة الاعلام او مهنيته شيئ فهم كالببغاء يردد مايريد اصحاب البزة الكاكي او جيش الكاكاو وحلويات العيد وخط الجمبري فلقد اعترف  من كان يوجه اعلام الروبوت ان لاقدرة لمصر بالحرب وكيف تكون لها القدرة وجيشها فتح معامل السلاح لصناعة الحلوى والملابس الداخلية للنساء 
تحل 2018 وهي تحمل في طياتها نكسة بل نكسات لاقبل للأمة بتحمل تبعاتها حبلى بالخيانة وبيع الهمة والكرامة لتصبح فلسطين قضية في آخر الترتيب ويصبح تحريرها من الماضي بعد ان اصبحت السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس  شريكا في الخيانة وبيع الاقصى مع دولا  كنا نحسبها عربية لتظهر انها عبرية الهوى والتدين يهودية المنشأ أكثر من اليهود ذاتهم لأن منظمة ناطوري كارتا اليهودية  تناهض قيام دولة اسرائيل  في حين دول العرب اليهودية تؤكد على احقية اسرائيل في قدسها كما يروج لذلك كتاب ظهروا على سطح الأحداث يتمسحون أعتاب الخونة من حكامنا
مع حلول 2018 يكون قد مضى 70 عام على تأسيس دولة بن غوريون التي صادقت على انشاءها الأمم المتحدة في القرار رقم 191في نوفمبر 1947
سبعون عاما وفلسطينيوا الداخل في الضفة والقطاع يبحثون عن معابر تحرر غذاءهم ودواءهم خاصة غزة المحاصرة من قبل العدو والصديق ويوضع تحرير المعابر بديلا عن تحرير فلسطين في ماوصف بصفقة القرن او صفعة القرن  لأنها أتت على الأخضر واليابس ليمارس الأخ الجار والبعيد المشارك في الجريمة سياسة التجويع من أجل تركيع شعب الجبارين .فتح المعابر وتمرير الخبز والحليب والدواء وعبور المرضى وذوي الحاجات والحجاج والمعتمرين أصبح صفقة كبيرة يهلل لها ويكبر  المهزومين فكريا ويروجون لها كأنها فتح جديد بعد فتح اوسلو الذي نسفت اتفاقاته نسفا من قبل الراعي الأول لعملية السلام مقابل الأرض 
ماذا بقي اليوم من اتفاقات اوسلو التي كان اساساها ان 
تنبذ منظمة التحرير الفلسطينية الإرهاب والعنف .تمنع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل) وتحذف البنود التي تتعلق بها في ميثاقها كالعمل المسلح وتدمير إسرائيل 
وأن تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني
كما تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل .على 78% من أراضي فلسطين أي كل فلسطين ما عدا الضفةالغربية وغزة. وتأتي صفعة القرن  لتأكل مأعطي ذات خريف من عام 1993 في اوسلو النرويجية وصودق عليه في البيت الأبيض 
مرت الخمس سنوات ولم تنسحب إسرائيل من أراض  الضفة الغربية كما حددها الاتفاق  على مراحل وكما قيل حينها اريحا اولا  وجاء قرار الليكود اخيرا ليضع الضفة برمتها تحت الاحتلال الكامل 
إسرائيل التي اقرت بحق الفلسطينين في إقامة حكم ذاتي لدولة منزوعة السلاح على اراضي 21 بالمائة من فلسطين التاريخية لم تلتزم بأي بند من هاته البنود في حين التزمت السلطة بكل البنود 
إسرائيل التي رفضت اقامة دولة بكل مكوناتها التزمت بحفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية عدوان خارجي لعدم وجود جيش للسلطة بل قوة امن فقط كانت مهمتها قمع اي مقاومة ضد اسرائيل حتى وان لم تدون تلك المهمة الرسمية في اتفاق اوسلو 
كان من المفروض انه بعد ثلاثة سنوات  تبدأ مفاوضات الوضع الدائم يتم خلالها مفاوضات بين الجانبين بهدف التوصل لتسوية دائمة. وتشمل هذه المفاوضات القضايا المتبقية بما فيها
القدس من يتحكم بالقدس الشرقية والغربية والأماكن المقدسة وساكنيها
اللاجئون (حق العودة وحق التعويض 
المستوطنات في الضفة الغربية والقطاع (هل تفكك أم تبقى أو تزيد زيادة طبيعة ومن يحميها السلطة أم الجيش الإسرائيلي .القطاع اليوم خارج كل الاتفاقات الا اتفاقات الحصار التي تمارسها السلطة قبل الاحتلال الاسرائيلي 
اليوم لا الأرض ولا السلام ورغم كل ذلك مازالت جماعة ابومازن متمسكة بسلطة لاتملك الا الاسم داخل حكم الاحتلال الذي تملك كل شيء وتتعدى على كل شيئ حتى مقرات السلطة امنية كانت او ادارية امام صمت مطبق لامبرر له ولامبرر حتى لوجود سلطة رام الله اصلا بعد ان فقد اتفاق اوسلو لون حبره ومزقته اسرائيل وتبولت عليه ابتداءا بقضم الأرض من خلال بناء المستوطنات وانتهاء بالتعدي على القدس واعتبارها عاصمة دولة الكيان الصهيوني رغم انها وقضية اللاجئين من قضايا الحل النهائي لحل للدولتين 
اسرائيل باقية وتتمدد وليست داعش التي أسستها ورعتها وزرعتها فينا لتظهر في اخر شطحاتها وهي تتوعد حركة المقاومة الاسلامية حماس بغزة بعد ان كفرتها واعلنت عليها الحرب واعلنت انها ستقطع عليها الامدادات لتكون داعش واسرائيل والنظام المصري متفقين جميعهم ان حماس هي العدو 
ويأتي من يقول أن داعش هي دولة الخلافة وهي التي ضربت كل الدول وكل التيارات الا اسرائيل  رغم تواجدها على الحدود السورية والحدود المصرية 
العرب الذين تنازلوا على  كل شيئ ولم ينالوا شيئا فلا اتفاقية كامب ديفيد ولا اتفاقية واد عربة ولا اتفاقية اوسلوا ولامبادرة الورقة العربية التي طرحتها السعودية ولاحتى مبادرة حماس التي طرحها مشعل ولاكل المبادرات اعادت شبرا واحدا او اعادت لاجئا واحد ورغم كل ذلك مازال العرب او بقايا العرب يلوحون بغصن الزيتون الذي التهمه المارد الاسرائيلي والتهم اليد الذي ترفعه والتهم الجسد الذي يسنده ولم يبق اليوم امام العرب او بقايا العرب الا التآمر على بقية الشرف مسكون في بقية رجال على ماتبقى من أرض تسمى غزة ورجال يسكنون اكناف بيت المقدس وماحولها 
المتآمرون الخاضعون يريدون من المقاومة تسليم سلاحها وتسكن الجحور كالجرذان المذلولة 
عندما تكون الانتفاضة قوة لحماس كما يدعي النظام المصري المتعاون علنا مع العدو وهو الذي يغلق المعبر الوحيد في وجه الغلابى والمرضى ويساوم  في كل شيء من أجل ارضاء من نصبه وليا على المصريين فأعلم أننا أمام خيارين لاثالث لهما النصر أو الشهادة 
صفقة القرن او صفقة القرش لن تحرقها الا انتفاضة عارمة تصل الى الداخل المحتل لأن عرب 1948 حتى وان حملوا الجنسية الاسرائيلية وقبلوا بالقوانين العبرية فهم عرب غير مرغوب فيهم داخل الدولة اليهودية التي يريد نتن ياهو ان يزكيها حلفه الجديد الذي تقوده السعودية أرض الحرمين الشريفين ومافي ذلك من دلالات يعتقد العدو انها في صالحه عرب الداخل مثلهم مثل عرب 1967 لاوجود لهم على الخارطة الجديدة التي تبشر بها صفقة القرن  خاصة وان كل القوانين الجديدة تحاصرهم في معتقدهم الاسلامي والمسيحي فلاصوت يعلوا فوق اصوات الترانيم التوراتية 
صفقة القرن الأمريكية أو صفعة القرن تأتي في ظل الواقع العربي والإسلامي الذي يعاني من الانحطاط والضعف والهوان وهذا الواقع أصبح مهولا والجميع يسعى  نحو الاحتلال  لبناء علاقات جيدة ومع الادارة الامريكية والتطبيع مع الاحتلال في الغرف المغلقة ولذلك التعويل ليس على الأنظمة العربية التي يذلت قصارى جهدها لاجهاض ثورات الربيع العربي وقد اجهضته  لكن التعويل هو على الشعوب العربية ةالاسلامية  في تغيير هذا الواقع المهين والمر 
فبحسب ما كشفت عنه مصادر اعلامية فان البنود الرئيسية لصفقة القرن هي مجموعة من التنازلات الغير مسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية أولها التنازل عن القدس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق